الواحد إلى طى الرسوبيات أثناء تجمعها بعمليات الترسيب. بيد أن القوى السائدة فى هذه المرحلة ربما كانت أساسا رأسية.
وقد تنشأ التصدعات الدسرية (thrust ـ faulting) على أطراف الحوض الأرضى بفعل الانخساف التفاضلى للمنطقة المحيطة ، ولكن بما أن نشاط الإجهاد الناشئ عن الضغوط الأفقية والمماسة يحدث عادة فى فترة متأخرة من تاريخ تكون الأحواض الأرضية (نتيجة لتصادم ألواح الغلاف الصخرى للأرض) فإنه قد يكون السبب الرئيسى فى زحف الطبقات فوق بعضها البعض بصدوع المجاوزة (overthrust faults or overthrusting) ومثل هذه الضغوط تؤدى فى النهاية إلى رفع الطبقات التى تعرضت لكل من الطي والتصدع على هيئة مرتفعات جبلية. ويعتقد أن من الأمثلة الحديثة على نمو مناطق الأحواض الأرضية تدريجيا ؛ لتصبح أطوافا جبلية ما يقع اليوم بين طرف قارة آسيا المطل على المحيط الهادى وأقواس الجزر البركانية المقابلة للساحل القاري. (شكل ١٢).
من المناقشة السابقة يتضح أن المنظومات الرئيسية للجبال قد تكونت نتيجة لحركة ألواح الغلاف الصخرى للأرض ؛ فعند التقاء اثنين من هذه الألواح يمكن أن يندفع أحدهما دون مستوى الآخر ، فيتكون بذلك حوض أرضى ، وتنشأ أقواس من الجزر البركانية بتراكم المواد المندفعة من فوهات البراكين والمنطلقة بفعل عملية انزلاق أحد الألواح الصخرية تحت الآخر ، وفى فترة لاحقة ترتفع الرسوبيات (الرواسب) والصخور البركانية التى ملأت الحوض الأرضي ؛ لتكون سلسلة جبلية (شكل ١٢ ـ ٢٣) ومع ارتفاعها تتكون كل من الطيات (الثنيات) والتصدعات الأرضية ، إما من خلال الكبس والتضاغط الجانبي حسب فرضية الحركات الأرضية الأفقية ، أو من خلال انزلاق الصخور بفعل الجاذبية بعيدا عن الحاشية الآخذة فى الارتفاع (فرضية الحركات الأرضية الرأسية) أو بكليهما معا ، وقد تنشأ الأطواف الجبلية أيضا من تصادم قارتين تطفوان على نطاق الضعف الأرضى الذى يعمل عمل السير النقال يحركهما فى