٦ ـ أبي رحمهالله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الموصلي ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : جاء حبر إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك حين عبدته؟ فقال : ويلك ما كنت أعبد ربا لم أره ، قال : وكيف رأيته؟ قال : ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان.
٧ ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمهالله ، عن أبيه ، عن أحمد بن إسحاق ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليهالسلام أسأله عن الرؤية وما فيه الناس فكتب عليهالسلام لا يجوز الرؤية ما لم يكن بين والمرئي هواء ينفذه البصر ، فإذا انقطع الهواء وعدم الضياء بين الرائي والمرئي لم تصح الرؤية وكان في ذلك الاشتباه (١) لأن الرائي متى ساوى المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه وكان في ذلك التشبيه ، لأن الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات (٢).
٨ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمهالله ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي ابن سيف ، عن محمد بن عبيدة ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليهالسلام أسأله عن الرؤية وما ترويه العامة والخاصة ، وسألته أن يشرح لي ذلك ، فكتب عليهالسلام بخطه
__________________
١ ـ ( عدم ) فعل ماضي على بناء المجهول ، وفي البحار ( عن الرائي والمرئي ) ، وفي نسخة ( ج ) و ( د ) و ( و ) ( فإذا انقطع الهواء عن الرائي والمرئي ـ الخ ).
٢ ـ حاصل كلامه عليهالسلام قياس استثنائي لإثبات امتناع رؤيته تعالى وهو أنه تعالى لو كان مرئيا لكان بينه وبين الرائي هواء وضياء لأنهما من شرائط الرؤية فلا تصح بدونهما كسائر شرائطهما ، والتالي باطل لأن في ذلك له الاشتباه أي التشابه مع الرائي في كون كل منهما مرئيا لأنهما متساويان متشاركان في السبب الموجب للرؤية الذي هو كون كل منهما في جهة وحيز ، بينهما هواء وضياء ، وكان في ذلك تشبيهه تعالى بالرائي في الجسمية والاحتياج إلى الحيز سبحانه وتعالى عن ذلك ، ولا يمكن أن يقال : هو تعالى مرئي من دون هذا السبب لأن السبب لا بد من اتصاله بالمسبب إذ يمتنع وجود المسبب بدونه.