[٢ / ٤٠٤٢] وأخرج عن الربيع في قوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ) قال : قد كان ذلك وسيكون ما هو أشدّ من ذلك (١).
[٢ / ٤٠٤٣] وأخرج أحمد عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت : يا رسول الله! أيّ الناس أشدّ بلاء؟ قال : الأنبياء ، ثمّ الصالحون ، ثمّ الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقّة ، خفّف عنه. وما يزال البلاء بالعبد حتّى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة (٢).
[٢ / ٤٠٤٤] وروى ابن بابويه الصدوق بإسناده إلى سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ في كتاب عليّ عليهالسلام : «أنّ أشدّ الناس بلاء النبيّون ثمّ الوصيّون ثمّ الأمثل فالأمثل ، وإنّما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صحّ دينه وصحّ عمله اشتدّ بلاؤه ، وذلك ـ أنّ الله ـ عزوجل ـ لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ، ولا عقوبة لكافر. ومن سخف دينه وضعف عمله قلّ بلاؤه ، والبلاء أسرع إلى المؤمن المتّقي من المطر إلى قرار الأرض» (٣).
قال العلّامة المجلسي توضيحا لما في ذيل الحديث : هذا دفع لما يتوهّم من أنّ المؤمن لكرامته عند الله كان ينبغي أن يكون بلاؤه أقلّ!!
لكنّ المؤمن لمّا كان محلّ ثوابه الآخرة ، حيث الدنيا دار فناء وانقطاع ، لم يصحّ أن تكون ثوابا له ، فينبغي أن لا يكون له في الدنيا إلّا ما يوجب المزيد من ثواب الآخرة. وأمّا الكافر فلمّا كانت عقوبته في الآخرة ، لعدم صلاحيّة الدنيا الزائلة عقوبة له ، فلا يبتلي فيها إلّا قليلا ، بل إنّما تكون
__________________
١٤١٩ و ١٤٢١ ؛ الكبير ١٢ : ١٩٧ ـ ١٩٨ / ١٣٠٢٧ ، من قوله : «وأخبر أنّ المؤمن ...» ؛ الشعب ٧ : ١١٦ / ٩٦٨٧ و ٩٦٨٩ ؛ الثعلبي ٢ : ٢٣ ، من قوله : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من استرجع ... ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٣٩ و ٢٤١ و ٢٤٢ ؛ مجمع الزوائد ٢ : ٣٣٠ ، باب الاسترجاع وما يسترجع عنده ، و ٦ : ٣١٧ ، في سورة البقرة.
(١) الطبري ٢ : ٥٧ / ١٩٣١.
(٢) مسند أحمد ١ : ١٧٢ ؛ البغوي ١ : ١٨٨ ـ ١٨٩ / ١١١ ؛ النسائي ٤ : ٣٥٢ / ٧٤٨١ ، باب ٤.
(٣) نور الثقلين ١ : ١٤٣ / ٤٤٧ ؛ علل الشرائع ١ : ٤٤ / ١ ، باب ٤٠ ؛ كنز الدقائق ٢ : ١٩٨ ؛ الكافي ٢ : ٢٥٩ / ٢٩ ، كتاب الإيمان والكفر ، باب شدّة ابتلاء المؤمن ، وفيه : «حسن عمله» بدل «صحّ عمله» و «وإنّ البلاء» بدل «والبلاء» و «التقي» بدل «المتّقي» ؛ جامع الأخبار : ١١٣ ـ ١١٤ ، فصل ٧٠.