ولو لا ذلك ، لما جاء في الحديث : «إذا أحبّ الله قوما أو أحبّ عبدا ، صبّ عليه البلاء صبّا ، فلا يخرج من غمّ إلّا وقع في غم» (١).
ولو لا ذلك ، لما جاء في الحديث : «ما من جرعتين أحبّ إلى الله ـ عزوجل ـ أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا : من جرعة غيظ كظم عليها ، أو جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها ، بحسن عزاء واحتساب» (٢).
ولو لا ذلك ، لما كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يدعون على من ظلمهم ، بطول العمر ، وصحّة البدن ، وكثرة المال والولد (٣).
ولو لا ذلك ما بلغنا ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان إذا خصّ رجلا بالترحّم عليه والاستغفار ، استشهد (٤).
فعليكم يا عمّ وابن عمّ وبني عمومتي وإخوتي ، بالصبر والرضا والتسليم والتفويض إلى الله ـ عزوجل ـ والرضا والصبر على قضائه ، والتمسّك بطاعته ، والنزول عند أمره. أفرغ الله علينا وعليكم الصبر ، وختم لنا ولكم بالأجر والسعادة ، وأنقذكم وإيّانا من كلّ هلكة بحوله وقوّته ، إنّه سميع قريب ، وصلّى الله على صفوته من خلقه محمّد النبيّ وأهل بيته» (٥).
[٢ / ٤٠٤٨] وروى الطبرسي بالإسناد إلى عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا ابن مسعود ، قول الله تعالى : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٦)(أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا)(٧)(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ)(٨) يا ابن مسعود ، قول الله تعالى : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)(٩)(أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا)(١٠) يقول الله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ) إلى قوله (الضَّرَّاءُ)(١١)(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ) إلى قوله
__________________
(١) مسكن الفؤاد : ١١٨.
(٢) انظر : الكافي ٢ : ١١٠ ، باب كظم الغيظ.
(٣) إقبال الأعمال ٣ : ٨٥.
(٤) مسكن الفؤاد : ١١٨.
(٥) الإقبال لابن طاووس ٣ : ٨٢ ـ ٨٥ ؛ البحار ٧٩ : ١٤٥ / ٣٢ ، باب ١٨ ؛ مستدرك الوسائل ٢ : ٤١٥ ـ ٤٢٠ / ٣٣٤٣ ـ ٦ ، باب ٦٤.
(٦) الزمر ٣٩ : ١٠.
(٧) الفرقان ٢٥ : ٧٥.
(٨) المؤمنون ٢٣ : ١١١.
(٩) الإنسان ٧٦ : ١٢.
(١٠) القصص ٢٨ : ٥٤.
(١١) البقرة ٢ : ٢١٤.