عيناه فقال : إنّ هذه رحمة جعلها الله ، لا يملكها ابن آدم (١).
[٢ / ٤٠٨٠] وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) قال : من استطاع أن يستوجب لله في مصيبته ثلاثا ، الصلاة والرحمة والهدى فليفعل ، ولا قوّة إلّا بالله ، فإنّه من استوجب على الله حقّا بحقّ أحقّه الله له ، ووجد الله وفيّا (٢).
[٢ / ٤٠٨١] وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء والبيهقي عن أنس قال : توفّي ابن لعثمان بن مظعون فاشتدّ حزنه عليه ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ للجنّة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب ، أفما يسرّك أن لا تأتي بابا منها إلّا وجدت ابنك إلى جنبك ، آخذا بحجزتك يشفع لك إلى ربّك؟ قال : بلى. قال المسلمون : يا رسول الله ولنا في أفراطنا ما لعثمان؟ قال : نعم ، لمن صبر منكم واحتسب» (٣).
[٢ / ٤٠٨٢] وأخرج النسائي عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيّه من أهل الأرض فصبر واحتسب ، بثواب دون الجنّة» (٤).
[٢ / ٤٠٨٣] وأخرج أحمد عن سعد بن أبي وقّاص قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عجبت من قضاء الله ـ عزوجل ـ للمؤمن إن أصابه خير حمد ربّه وشكر وإن أصابته مصيبة حمد ربّه وصبر ، المؤمن يؤجر في كلّ شيء حتّى في اللقمة يرفعها إلى فيّ امرأته» (٥).
[٢ / ٤٠٨٤] وأخرج عبد بن حميد عن كريب بن حسان قال : توفّي رجل منّا ، فوجد به أبوه أشدّ الوجد ، فقال له رجل من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقال له حوشب : ألا أحدّثكم بمثلها شهدتها من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان رجل يأتي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه ابن له ، توفّي ، فوجد به أبوه أشدّ الوجد. قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما فعل فلان؟ قالوا : يا رسول الله توفّي ابنه الّذي كان يختلف معه إليك. فلقيه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا فلان أيسرّك أنّ ابنك عندك كأجرى الغلمان جريا؟ يا فلان أيسرّك أنّ ابنك
__________________
(١) الدرّ ١ : ٣٨١ ؛ الطبقات ٤ : ١٢٧.
(٢) الدرّ ١ : ٣٧٧ ـ ٣٧٨.
(٣) الدرّ ١ : ٣٨٣ ؛ شعب الإيمان ٧ : ١٣٧ ـ ١٣٨ / ٩٧٦١ ـ ٩٧٦٢ ؛ كنز العمّال ٣ : ٧٥٨ / ٨٦٧٣ ؛ أبو الفتوح ٢ : ٢٤٤ ـ ٢٤٥.
(٤) الدرّ ١ : ٣٨٣ ؛ النسائي ١ : ٦١٣ و ٦١٤ / ١٩٩٨ ؛ كنز العمّال ٣ : ٢٨٢ / ٦٥٦٢.
(٥) مسند أحمد ١ : ١٧٣ ؛ البغوي ١ : ١٩٠ / ١١٥ ؛ مجمع الزوائد ١٠ : ٩٥.