أُدْعي زوجَكِ وابنيكِ حسناً وحسيناً. فدعَتْهم، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فأخذ النبي صلىاللهعليهوآله بفضلة إزاره فغشّاهم إيّاها، ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فاذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. قالها ثلاث مرّات.
قالت أمّ سلمة رضي الله عنها: فأدخلتُ رأسي في الستر، فقلت: يا رسول الله، وأنا معكم؟ فقال: إنكِ إلى خير، مرّتين.» (١)
هذا ما أخرجه أهل السنّة في شأن نزولها ولعلّ طرقها بلغت العشرات لتصل إلى حدّ التواتر دون أدنى ريب.
وما رواه الإمامية من طرقهم كثير إلّا أننا سنختصر على ما أورده صاحب البرهان في تفسيره من رواية عن أبي عبدالله عليهالسلام عن أبي بصير قال:
«سألت أبا عبدالله عن قول الله عزّوجلّ: (أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)(٢)
قال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهمالسلام.
فقلت له: إنّ الناس يقولون فما له لم يسمّ علياً وأهل بيته عليهمالسلام في كتاب
__________________
(١) الدر المنثور ٦/ ٥٣١ ـ ٥٣٢ (ذيل آية ٣٣ من سورة الأحزاب)
(٢) النساء/ ٥٩.