الشريعة يمسّ الكتاب المكنون، وهذا مقام لم تصل إليه مريم، بل هو خاص كما ذكرنا بالمطهّرين في شرع الإسلام دون الشرائع السابقة.
فاطمة عليهاالسلام فوق مقام الأبرار
قال تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًاوَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)(١).
وصفٌ لحال الأبرار الذين نعموا برضوان الله تعالى وكرامته وبيان لمقامهم، وأظهر مصاديق هذا المقام الكريم أنّهم يشربون كأساً ممزوجةً بكافور.
ثم تنتقل الآية إلى وصف العين التي منها شراب المقرّبين، وهي عين يتولّى أمرها عباد الله إذ يفجّرونها تفجيراً، فَمَن هم هؤلاء الذين يتولّون تفجير هذه العين وأمرَها، ومن ثَمّ يسقون منها الأبرار؟
إنّ الآية تكفّلت لبيان هؤلاء المتولّين لأمر تلك العين وهم عباد الله الذين صفاتهم:
١ ـ يوفون بالنذر.
__________________
(١) الدهر/ ٥ ـ ٩.