٢ ـ يخافون يوم القيامة الذي يكون شرّه مستطيراً مهولاً.
٣ ـ يُطعمون المسكين واليتيم والأسير لله تعالى عطاءً خالصاً لا يرجون من غيره جزاءً ولا شكوراً.
فَمَن هؤلاء إذن؟
اتّفق الفريقان أنها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام، فقد أورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (١) بأربع وعشرين طريقاً أنها نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام.
وخلاصة القصة: أنّهم عليهمالسلام السلام نذروا إنْ عوفي الحسنان أن يصوموا لله تعالى ثلاثاً، فلمّا عوفيا، وفوا بنذرهم فجاءهم في اليوم الأول مسكين فأعطوه طعامهم وسألهم في اليوم الثاني يتيم فأعطوه طعامهم ووقف ببابهم أسير فأعطوه طعامهم، فباتوا ثلاثاً طاوئين. فأنزل الله فيهم هذه الآيات، فثبتت صفة عباد الله الذين يفجّرون تلك العين لهم عليهمالسلام.
فإذَنْ هم الذين يفجّرون عين الكافور ويُفيضون منها على الأبرار ليمتزج شرابهم بقليل من العين، أي إنّهم واسطة فيض على الأبرار ولهم القيمومة التامّة على ذلك، وهذا يطابق قيمومتهم على الأبرار وأنّهم المقرّبون في قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا
__________________
(١) شواهد التنزيل ٢/٣٠٣.