وأثبت في صدورهم وأنها ممّن يُعرض عليها أعمال العباد.
فاطمة عليهاالسلام من المطهّرين الذين يمسّون الكتاب
وإذا ثبت أنّ المطهّرين هم محمد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام بحكم آية التطهير (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فإنّ من خصوصيات المطهَّرين أنهم هم الذين يمسّون كتاب الله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)(١) أي: لا يعلمه إلّا المطهَّرون.
ولا يعني «المسّ» هنا مسّ نفس الوجود الخطي والكتبي للقرآن الكريم، إذ لا معنى لذلك بل الآية في مقام الإشارة إلى مكنونية هذا الكتاب بمثل هذا القَسَم المغلّظ الذي يتعلّق بالأمر الخبري لا الإنشائي. فلفظ «لا» في الآية نافية لا ناهية، بل يقصد الإخبار.
كما أنّه قد وصف الكتاب المكنون بأنّه الذي تنزل منه القرآن المصحف الذي بين الدفتين. فالقرآن في الكتاب المكنون له حقيقة عِلْوية لا يتناولها إلّا المطهّر المعصوم، وتلك الحقيقة بعيدة عن أفهام الناس إلّا بواسطة المطهَّرين. والمطهَّرون هم أهل بيانه وتفسيره ومعرفته، وهم العالمون ببطونه وعلومه
__________________
(١) الواقعة/ ٧٧ ـ ٧٩.