الأبرار. والسلسبيلُ الذي هو مصدر المقرّبين والعين التي يسقون منها هو رسول الله صلىاللهعليهوآله؛ إذ هو القيّم على المقرّبين الذين هم أهل البيت عليهمالسلام وهو مصدرهم.
فتلّخص إذن: أنّ الأبرار يُسقون كأساً ممزوجة بالكافور، والمقرّبون هم مصدرالأبرار، والسلسبيل مصدر المقرّبين التي يسقون ويُسقوْنَ منها، على أنّ السقاية من العين وتفجيرها، تعني أنّ المقرّبين هم واسطة إفاضة على الأبرار، الذين يفيضون النور والعلم والحكمة والهداية على الأبرار.
وهؤلاء المقرّبين ـ وهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ـ يُفاض عليهم من عين السلسبيل بواسطة رسول الله صلىاللهعليهوآله. فعلومهم وراثة من رسول اللَّه صلىاللهعليهوآله كما في الروايات الواردة عنهم، مما يعني أنّ المقرّبين هم في مقام الحجّية والقيمومة المهيمنة على الخلق؛ إذ قيمومتهم تصدر من رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي ينص على حجّيتهم وإمامتهم بأمر الله تعالى.
وبذلك يتّضح مقام فاطمة عليهاالسلام وكونها إحدى وسائط الإفاضة على الخلق النابعة من مصدرٍ إلهي يمثّله رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وظهر أنّها شاهدة للّه على الخلق، وأنّها هادية لهم، وأنّها من الراسخين في العلم الذين يمسّون الكتاب المكنون في اللوح المحفوظ، فهي من الذين أوتوا العلم