زَنجَبِيلًا عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا).(١)
هذا حال المقرّبين، ويطابق هذا الوصف لعباد الله وارتفاع مقامهم عن الأبرار ما في سورة المطففين من قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ).(٢)
فهذه الآيات تشير أيضاً إلى أنّ المقرّبين واسطة فيض للأبرار وهم الذين يمزجون شراب الأبرار بشيء من التسنيم، ولأنهم وسطاء فيض فهم يشهدون أعمال الأبرار.
وهذا يتطابق مع ما تقدّم من أنّ المطهّرين في هذا الشرع المقدس، المعصومين يمسّون الكتاب في اللوح المحفوظ المكنون الذي يستطر فيه كلّ غائبة، ومنها أعمال العباد.
فالمطهّر هوالمقرّب، وهم عباد الله الذين يسقون الأبرار من عين يفجّرونها تفجيرا، وتلك العين هي عين الكافور، وهي عين فوق مقام
__________________
(١) الدهر/ ٧ ـ ١٧.
(٢) المطففين/ ١٨ ـ ٢٨.