لكونهما من النعم اللدنّية من نعم الله تعالى.
فتماثل النعمة دالّ عليه الذكر المشترك الذي عنى بهما القرآن لقوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ) فعدم اختصاصه بالنعمة واشتراك والدته بالذكر دليل على النعم المشتركة التي فضل الله بهما حجّية عيسى ومريم، فالإمتنان الإلهي على كلا المذكورين يستوجب اشتراكهما بجميع ما أوردته الآية الكريمة.
الإعتقاد بحجّية مريم ومقامها من خصوصيات الدين الإسلامي
على أننا نؤكّد في الوقت نفسه أنّ هذا الإعتقاد بحجّية مريم ومقامها إحدى خصوصيات دين الإسلام الحنيف، الذي تؤكّد تعظيم مقام المرأة وامكانها بلوغ الكمال والرشد، وذلك بفضل الطاعة لله تعالى والتقوى والعفّة، ولا يكتفي الإسلام بالشعارات التافهة التي ترفعها الحضارة الغربية والتي لم ترَ أدنى قابلية الرشد والكمال للمرأة كما تراه الإسلام في نماذجه الطاهرة العفيفة، كمريم بنت عمران وفاطمة الزهراء عليهما السلام.
إذ دعوى الحضارة الغربية بالدفاع عن حقوق المرأة وتكريمها تتكاذب مع ممارساتها اللاإنسانية في إضعاف مقام المرأة وتسقيطه إلى مستوى العبث والمتعة، فضلاً عن إلغاء اعتقادها بمقام مريم وعظمتها وشرف مسؤوليتها