(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ)(١) بعد ذكر يحيى ثم ذكر عيسى فقال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)(٢) ثم ذكر اسحاق ويعقوب ثم قال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا)(٣) ثم قال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا)(٤) ثم قال: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا)(٥).
وكان قد ذكر لكلّ واحد منهم ما وهب الله له، فوهب لزكريا يحيى ووهب لمريم عيسى، ووهب لإبراهيم اسحاق ويعقوب، ووهب لهم من رحمته وجعل لهم لسان صدق ووهب لموسى أخاه هارون نبياً، ثم قال تعالى في نهاية المطاف: (أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)(٦) فأدرج مريم في من هدى واجتبى في مصاف الأنبياء، وأنّ نعمة الإجتباء والإصطفاء في مضاهاة نعمة النبوّة
__________________
(١) مريم / ١٦.
(٢) مريم /٤١.
(٣) مريم / ٥١.
(٤) مريم / ٥٤.
(٥) مريم / ٥٦.
(٦) مريم / ٥٨.