التشابه بين مقامي مريم وفاطمة عليهما السلام
وغرضنا من الإسهاب في مقام مريم عليهاالسلام سيتضح إذا ما عرفنا أنّ وحدة المناط بين مقامي مريم وفاطمة عليهما السلام سيكون بالأولوية القطعية المسلّمة لدى الفريقين.
فإذا كانت مريم سيّدة نساء زمانها قد حازت على تلك المقامات السامية التي شهد بها القرآن الكريم من الإصطفاء والعصمة، فإنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين (١) ستكون لها تلك المقامات التي تثبت حجّيتها كذلك، بل إنّ تصريح القرآن بمقامات فاطمة الزهراء عليهاالسلام
__________________
(١) البخاري ٤/ ٢٤٨، وفي مناقب فاطمة عليهاالسلام نفس الحديث وكذلك في مجلد ٨/ ٧٩ * وصحيح مسلم ٤/١٩٠٤، حديث ٩٧، والحديث بلفظ سيدة نساء أهل الجنة ومعلوم أن ذلك يؤول إلى أنّها سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين * وجامع الأـصول ٩/ ١٢٩ ـ ١٣١، حديث ٦٦٧٧ وطبعة دار احياء التراث ح ٦٦٦٥ * والترمذي ٥/ ٧٠١، حديث ٣٨٧٢ ـ ٣٨٧٨ * وسنن أبي داود ٤/ ٣٥٥، حديث ٩٨ و ٩٩.