وأنهم بشر، هذا المسلك ينفي الإفراط والتفريط، كما ينفي المعاداة لأولياء الله. فالوظيفة اتجاه حجج الله هي أن لا يكون الفرد من الغالين المفوّضين، ولا من الناصبين المعاديين ولا من المقصرّين المرتابين، كما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة: «فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق والمقصّر في حقّكم زاهق».
فبعد أن حدّد ماهية المسيح البشرية وأشار إلى رسالته، نهي الخروج عن دائرة هذا التشخيص والقول بخلاف هذه الحدود البشرية لرسول الله المسيح وأمّه الصدّيقة.
أما ما يشهد للتشريك بالحجّية، فضلاً عن اشتراكهما في ذكر النعم والمنن عليهما من قبل الله تعالى فلقوله تعالى: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً)(١) و«الآية» هي الحجّة كما هو معلوم عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزّوجلّ: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) قال: «أي حجّة»(٢)، فاقترانهما في ذكر كونهما آية دليل على تقارب حجّيتهما واشتراكهما كذلك.
__________________
(١) المؤمنون / ٥٠.
(٢) البرهان ٣/١١٣.