ثم يتحقق العارف بأنّ المجرى لطاعة أرباب الوفاق ـ الله ، والمنشئ لأحوال أهل الشّقاق ـ الله. لا يبالى الحقّ بما يجرى ولا يبالى العبد بشهود ما يجرى ، كما قيل :
بنو حقّ قضوا بالحقّ صرفا |
|
فنعت الخلق فيهم مستعار |
قوله جل ذكره (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (٦٦))
لله من فى السماوات ومن فى الأرض ملكا ، ويبدى عليهم ما يريد حكما جزما ؛ فلا لقبوله علّة ، ولا موجب لردّه زلّة ، كلا ... إنها أحكام سابقة ، لم توجبها أجرام لاحقة ، ولا طاعات وعبادت صادقة.
قوله جل ذكره : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٧))
الليل لأهل الغفلة بعد وغيبة ، ولأهل الندم (١) توبة وأوبة ، وللمحبين زلفة وقربة ؛ فالليل بصورته غير مؤنس ، لكنه وقت القربة لأهل الوصلة كما قيل :
وكم لظلام الليل عندى من يد (٢) |
|
تخبّر أن المانوية تكذب |
قوله جل ذكره : (قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٦٨))
__________________
(١) وردت (القوم) وهى خطأ فى النسخ إذ لا معني لها هنا والمناسب (الندم).
(٢) وردت (مزيد) وهى خطأ في النسخ.