الولد بعض الوالد ، والصمدية تجلّ عن البعضية ، فنزّه الله نفسه عن ذلك بقوله (سُبْحانَهُ).
ثم إنه لم يعجّل لهم العقوبة ـ مع قبيح قالتهم ومع قدرته على ذلك ـ تنبيها على طريق الحكمة لعباده.
ولا تجوز فى وصفه الولادة لتوحّده ، فلا قسيم له ، ولا يجوز فى نعته التبنّي أيضا لتفرّده وأنه لا شبيه له.
قوله : (هُوَ الْغَنِيُّ) : الغني نفى الحاجة ، وشهوة المباشرة حاجة ، ويتعالى عنها سبحانه.
قوله جل ذكره (مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (٧٠))
ليس لهم بما هم فيه استمتاع ، إنما هى أيام قليلة ثم تتبعها آلام طويلة ، فلا قدم لهم بعد ذلك ترفع ، ولا ندم ينفع.
قوله جل ذكره : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (٧١))
أنزل الله هذه الآية على وجه التسلية لنبيّه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لما كان يمسّه من مقاساة الشّدّة من قومه ، فإنّ أيام نوح ـ وإن طالت ـ فما لبثت كثيرا إلا وقد زالت ، كما قيل :
وأحسن شىء في النوائب أنها |
|
إذا هى نابت لم تكن خلدا |
ثم بيّن أنه كان يتوكل على ربّه مهما فعلوا. ولم يحتشم عبد ـ ما وثق بربّه ـ من كلّ ما نزل به ثم إن نوحا ـ عليهالسلام ـ قال : إنى توكلت على الله ، وهذا عين التفرقة ،