إلا عتوا وطغيانا ، وأن من سبق له الحكم بالشقاء فلا يزداد على ممر الأيام إلا ما سبق به القضاء.
قوله جل ذكره : (وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥))
من عليه التقدير كان بأمر التكليف مدعوا ، وبأمر التكوين مقضيا .. فمتى ينفع فيه النصح؟ ومتى يكون للوعظ فيه مساغ؟ كلا .. إن البصيرة له مسدودة ، و (....) (١) الخذلان بقدمه مشدودة ، فهو يحمل النصيحة له على الوقيعة ، والحقيقة على الخديعة.
قوله جل ذكره : (وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ (١٦))
بروجا أي نجوما هى لها زينة ، ثم تلك النجوم للشياطين رجوم.
(وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ)
إذا رام الشياطين أن يسترقوا السمع كانت النجوم لها رجوما
كذلك للقلوب نجوم وهى المعارف وهى فى الوقت ذاته رجوم على الشياطين ؛ فلو دنا إبليس وجنوده من قلب ولىّ من الأولياء أحرقته بل محقته نجوم عقله وأقمار علمه وشموس توحيده.
وكما أنّ نجوم السماء زينة للناظرين إذا لاحظوها فقلوب العارفين إذا نظر إليها ملائكة السماء لهى زينة.
قوله جل ذكره : (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ)
__________________
(١) مشتبهة وهى فى الخط هكذا (متقلاب) وربما كانت (مثقلات) بمعنى أثقال وقيود.