قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١))
فى الحال فى معجّله الوحشة وانسداد أبواب الرشد ، وتغص العيش ، والابتلاء بمن لا يعطف عليه ممن لا يخافون الله.
وفى الآخرة ما سيلقون من أليم العقوبة على حسب الاجرام.
قوله جل ذكره : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢))
الشياطين يتعرّضون للأنبياء عليهمالسلام ولكن لا سلطان ولا تأثير فى أحوالهم منهم ، ونبيّنا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أفضل الجماعة.
وإنما من الشيطان تخييل وتسويل (من التضليل) (١). وكان لنبيّنا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سكتات فى خلال قراءة القرآن عند انقضاء الآيات ، فيتلفّظ الشيطان ببعض الألفاظ (٢) ، فمن لم يكن له تحصيل توهّم أنه كان من ألفاظ الرسول ـ عليه الصلاة والسلام وصار فتنة لقوم.
__________________
(١) هكذا فى ص ولكن فى م وردت هكذا (وليس به شىء من التضليل) ونحسب ان هذا أكثر ملازمة للسياق حسبما يتضح من الهامش التالي.
(٢) قيل كان الرسول صلوات الله عليه وسلامه يقرأ بين قومه سورة النجم حتى إذا وصل إلى (ومناة الثالثة الأخرى) جرى على لسانه. تلك الفرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى» فنبهه جبريل لما لم يفطن له ، وحيث إن النبي معصوم من إجراء الشيطان عليه ، ومعصوم من الغفلة ، ولأنه لا يعقل أن يجرى على لسانه مدح للأصنام ـ فقد جاء لتحطيمها ـ فيرى بعض المفسرين انّ الشيطان تكلم بهذه الكلمات ـ وقد وقع ذلك يوم بدر ويوم أحد ـ وتداخلت الكلمات فى قراءة النبي (ص) أثناء سكتة من سكتاته ـ كما نبّه القشيري.