«والذّلة» التي لا تصيبهم أي لا يردّوا من غير شهود إلى رؤية غيره ، فهم فيها خالدون فى فنون أفضالهم ، وفى جميع أحوالهم.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧))
والذين كسبوا السيئات وعملوا الزّلات لهم جزاء سيئة مثلها ، والباء فى (بِمِثْلِها) : صلة أي للواحد واحد.
(وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) : هو تأبيد العقوبة.
(ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) أي ما لهم من عذابه من عاصم ، سيموا ذلّ الحجاب ، ومنوا بتأبيد العذاب ، وأصابهم هو ان البعاد. وآثار الحجاب على وجوههم لائحة فإنّ الأسرّة تدلّ على السريرة.
قوله جل ذكره : (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (٢٨) فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ (٢٩))
يجمع بين الكفار والأصنام التي عبدوها من دون الله ، فتقول الأصنام : ما أمرناكم بعبادتنا. فيدعون على الشياطين التي أطاعوها ، وعلى الأصنام التي أمرتهم أن يعبدوها ، وتقول الأصنام : كفى بالله شهيدا ، على أنّا لم نأمركم بذلك ؛ إذ كنّا جمادا. وذلك لأنّ الله يحييها يوم القيامة وينطقها.