بحسب النّسبة إلى تلك الحدود ؛ فإنّ موافاة كلّ حدّ يخالف موافاة حدّ آخر.
فإذن ، نسب هذا الأمر البسيط إلى تلك الحدود غير قارّة ، وكلّ موافاة لا تتميّز عمّا يليها بالفعل إلاّ بالقوّة بحسب تعيين الحدود بالفرض.
والحركة بهذا المعنى يقال لها الحركة التّوسّطيّة ، وهى وجود بين صرافة القوّة ومحوضة الفعل. فهى كمال أو فعل أوّل ، به يتوصّل إلى كمال أو فعل ثان هو الوصول إلى الغاية. فلذلك رسموها بكمال أو فعل أوّل لما هو بالقوّة من جهة ما هو بالقوّة أو بالخروج من القوّة إلى الفعل يسيرا يسيرا على سبيل اتّجاه نحو شيء.
وثانيهما : الأمر المتّصل للمتحرّك من المبدأ إلى المنتهى منطبقا على الممتدّ من المسافة بين طرفيها ، وهو قابل للانقسام لا إلى نهاية بعينها حسب قبول المسافة للانقسامات.
والحركة بهذا المعنى يقال لها الحركة بمعنى القطع ، ويكون للمتحرك بحسبها نيل المسافة فى زمان ما على سبيل الانطباق عليه وبحسب الحركة التوسّطيّة بين حدّيها الطرفين ، بل بين جميع حدودها المأخوذة بالفرض فى جميع ذلك الزّمان لا على جهة الانطباق وفى كلّ جزء من أجزائه وفى كلّ آن من آناته.
فإذا استذكرت ذلك فتذكّر ما من البيّنات أنّ الحركة التّوسّطيّة خارجة عن الحركة بمعنى القطع غير قائمة بها ، بل راسمة لها وقائمة بموضوع الحركة. وهناك امور بسيطة غير منقسمة سواها تقوم بالحركة القطعيّة فى اعتبار الذّهن وتحصل إذا انقسمت الحركة القطعيّة بالفرض الذّهنىّ ، فتكون حدود الأقسام المتحصّلة بالفرض كالحدود العارضة للمسافة عند الأقسام.
<١٦> تشييد تنظيريّ
أما اختطفت من يقولون : من النّقاط : نقطة فاعلة للخطّ ، كالوحدة للعدد ، ومنها : نقطة قائمة بالخطّ ؛ فإنّ طرف المتحرك وليكن نقطة ما ، كرأس مخروط