عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٠) وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١) وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢) وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (٢٤))
(وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (١٨) وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ) ، قرأ نافع ويعقوب : نحشر بالنون ، (أَعْداءُ) نصب ، وقرأ الآخرون بالياء ورفعها وفتح الشين (أَعْداءُ) رفع أي يجمع إلى النار ، (فَهُمْ يُوزَعُونَ) ، يساقون ويدفعون إلى النار ، وقال قتادة والسدي : يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا.
(حَتَّى إِذا ما جاؤُها) ، جاءوا النار (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ) ، أي بشراتهم ، (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ، وقال السدي وجماعة : المراد بالجلود الفروج. وقال مقاتل : تنطق جوارحهم بما كتمت الألسن من عملهم.
(وَقالُوا) ، يعني الكفار الذين يحشرون إلى النار ، (لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ، تم الكلام هاهنا. وقال الله تعالى : (وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) ، وليس هذا من جواب الجلود ، (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
(وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ) ، أي تستخفون عند أكثر أهل العلم. وقال مجاهد : تتقون. وقال قتادة تظنون (أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ)(١).
[١٨٦٤] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد] المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحميدي أنا سفيان أنا منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود ، قال اجتمع عند البيت ثقفيان وقرشي ، أو قرشيان وثقفي كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم ، فقال أحدهم : أترون أن الله يسمع ما نقول؟ قال الآخر : يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا ، وقال الآخر : إن كان يسمع
__________________
[١٨٦٤] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري.
ـ الحميدي عبد الله بن الزبير ، سفيان بن عيينة ، منصور بن المعتمر ، مجاهد بن جبر ، أبو معمر ، هو عبد الله بن سخيرة.
ـ وهو في «صحيح البخاري» ٤٨١٧ عن الحميدي بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٤٨١٦ و ٧٥٢١ ومسلم ٢٧٧٥ والترمذي ٣٢٤٥ والطيالسي ١٩٧٢ والنسائي في «التفسير» ٤٨٨ والطبري ٣٠٤٩٦ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ١٧٧ والواحدي في «أسباب النزول» ٧٣٢ من طرق عن منصور به.
ـ وأخرجه مسلم ٢٧٧٥ وأحمد ١ / ٣٨١ و ٤٢٦ و ٤٤٢ و ٤٤٤ ، وأبو يعلى ٥٢٠٤ والطبري ٣٠٤٩٧ والواحدي في «أسباب النزول» ٧٣٣ من طريق الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود به.
ـ وأخرجه الحميدي ٨٧ من طريق سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.
(١) تصحّف في المطبوع إلى «تعلمون».