وقابيل بن آدم الذي قتل أخاه لأنهما سنّا المعصية ، (نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا) ، في النار ، (لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) ، ليكونا في الدرك الأسفل من النار. قال ابن عباس : ليكونا أشد عذابا منّا.
(إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣))
قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) ، سئل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عن الاستقامة فقال : أن لا تشرك بالله شيئا.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعلب.
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : أخلصوا العمل لله.
وقال علي رضي الله عنه : أدّوا الفرائض.
وقال ابن عباس : استقاموا على أداء الفرائض.
وقال الحسن : استقاموا على أمر الله تعالى فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته.
وقال مجاهد وعكرمة استقاموا على شهادة أن لا إله إلّا الله حتى لحقوا بالله.
وقال مقاتل : استقاموا على المعرفة ولم يرتدوا.
وقال قتادة : كان الحسن إذا تلا هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.
قوله عزوجل : (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) ، قال ابن عباس : عند الموت. وقال قتادة ومقاتل : إذا قاموا من قبورهم. قال وكيع بن الجراح : البشرى تكون في ثلاث مواطن : عند الموت وفي القبر وعند البعث (أَلَّا تَخافُوا) ، من الموت. وقال مجاهد : لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة. (وَلا تَحْزَنُوا) ، على ما خلفتم من أهل وولد ، فإنا نخلفكم في ذلك كله. وقال عطاء بن أبي رباح : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم ، (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).
(نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ) ، تقول لهم الملائكة الذين تتنزل (١) عليهم بالبشارة نحن أولياؤكم أنصاركم وأحباؤكم ، (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) ، أي في الدنيا والآخرة. وقال السدي : تقول الملائكة نحن الحفظة الذين كنا معكم في الدنيا ، ونحن أولياؤكم في الآخرة يقولون لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة. (وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) ، من الكرامات واللذات ، (وَلَكُمْ فِيها) ، في الجنة (ما تَدَّعُونَ) ، تتمنون.
(نُزُلاً) ، رزقا ، (مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) قوله عزوجل : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ) ، إلى طاعة الله (٢) ، (وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، قال ابن سيرين [والسدي](٣) وابن عباس : هو
__________________
(١) في المطبوع «تنزل» والمثبت عن المخطوط (ب)
(٢) في المطبوع «طاعته» والمثبت عن المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط.