بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١١) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (١٢))
(وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦) وَما يَأْتِيهِمْ) ، أي وما كان يأتيهم ، (مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) ، كاستهزاء قومك بك ، يعزي نبيه صلىاللهعليهوسلم.
(فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً) ، أي أقوى من قومك يعني الأولين الذين أهلكوا بتكذيب الرسل ، (وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ) ، أي صفتهم وسنتهم وعقوبتهم ، فعاقبة هؤلاء كذلك في الإهلاك.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) ، أي سألت قومك ، (مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) ، وأقروا بأن الله خالقها ، وأقروا بعزه وعلمه ثم عبدوا غيره وأنكروا قدرته على البعث لفرط جهلهم. إلى هاهنا تم الأخبار عنهم ثم ابتدأ دالا على نفسه بصنعه فقال :
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (١٠). إلى مقاصدكم في أسفاركم.
(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ) ، أي بقدر حاجتكم إليه لا كما أنزل على قوم نوح بغير قدر حتى أهلكهم. (فَأَنْشَرْنا) ، أحيينا ، (بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ) ، أي كما أحيينا هذه البلدة الميتة بالمطر كذلك ، (تُخْرَجُونَ) ، من قبوركم أحياء.
(وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) ، أي الأصناف كلها. (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ) ، في البر والبحر.
(لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (١٤) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (١٥) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧) أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨))
(لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ) ، ذكر الكناية لأنه ردها إلى (ما). (ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ) ، بتسخير المراكب في البر والبحر ، (وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا) ، ذلك لنا هذا ، (وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) ، مطيقين ، وقيل : ضابطين.
__________________
[١٨٨٠] ـ إسناده صحيح ، أحمد الرمادي ثقة ، وقد توبع ومن دونه ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
ـ عبد الرزاق بن همام ، معمر بن راشد ، أبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السّبيعي.
ـ وهو في «شرح السنة» ١٣٣٦ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «المصنف» لعبد الرزاق عن معمر بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الطبراني في «الوعاء» ٧٨٢ والبيهقي ٥ / ٢٥٢ من طريق عبد الرزاق به.
ـ وأخرجه النسائي في «اليوم والليلة» ٥٠٢ والحاكم ٢ / ٩٩ والطبراني ٧٨٥ من طريق منصور بن المعتمر عن أبي إسحاق به.
ـ وأخرجه أبو داود ٢٦٠٢ والترمذي ٣٤٤٦ وابن حبان ٢٦٩٨ والطبراني في «الدعاء» ٧٨٤ والبيهقي في «الأسماء والصفات» ٩٨١ من طرق عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق به.
ـ وأخرجه أحمد ١ / ٩٧ و ١٢٨ والطبراني ٧٨١ و ٧٨٣ و ٧٨٦ والدارمي في «الرد على بشر المريسي» ص ٢٠٢ برقم