(وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) (١٤) ، لمنصرفون في المعاد.
[١٨٨٠] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا إسماعيل بن [محمد](١) الصفار أنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أبي إسحاق أخبرني علي بن ربيعة أنه شهد عليا رضي الله عنه [حين](٢) ركب فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله ، فلما استوى قال : الحمد لله ، ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ، ثم قال : لا إله إلّا الله ظلمت نفسي فاغفر لي (٣) ، فإنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت ، ثم ضحك ، فقيل (٤) : ما يضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فعل مثل ما فعلت ، وقال مثل ما قلت : ثم ضحك ، فقلنا : ما يضحكك يا نبي الله؟ قال : «العبد» ، أو قال : «عجبت للعبد إذا قال لا إله إلّا أنت (٥) ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت ، يعلم أنه لا يغفر الذنوب إلّا هو».
قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) ، أي نصيبا وبعضا وهو قولهم : الملائكة بنات الله ، ومعنى الجعل هاهنا الحكم بالشيء ، والقول كما تقول : جعلت زيدا أفضل الناس ، أي وصفته وحكمت به ، (إِنَّ الْإِنْسانَ) ، يعني الكافر ، (لَكَفُورٌ) ، جحود لنعم الله ، (مُبِينٌ) ، ظاهر الكفران.
(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ) ، هذا استفهام توبيخ وإنكار ، اتخذ ربكم لنفسه البنات ، (وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) ، كقوله : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) [الإسراء : ٤٠].
(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً) ، بما جعل الله شبها وذلك أن ولد كل شيء يشبهه ، يعني إذا بشّر أحدهم بالبنات كما ذكر في سورة النحل [٥٨] : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى) ، (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) ، من الغيظ والحزن.
(أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا) ، قرأ حمزة والكسائي وحفص : ينشّأ بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين ، أي يربّى ، وقرأ الآخرون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين ، أي ينبت ويكبر ، (فِي الْحِلْيَةِ) ، في الزينة يعني النساء ، (وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) ، في المخاصمة غير مبين للحجة من ضعفهن وسفههن ، قال قتادة : في هذه الآية قلما تتكلم امرأة تريد أن تتكلم بحجتها إلّا تكلمت بالحجة عليها ، (أَوَمَنْ) في محل من ثلاثة أوجه : الرفع على الابتداء ، والنصب على الإضمار ، مجازه : أو من ينشأ في الحلية يجعلونه
__________________
١٣٨ ـ بترقيمي ـ وابن حبان ٢٦٩٧ من طرق عن أبي إسحاق السبيعي به.
ـ وأخرجه الحاكم ٢ / ٩٨ ـ ٩٩ والطبراني في «الدعاء» ٧٧٨ من طريقين عن فضيل بن مرزوق عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة به.
وصححه الحاكم على شرط مسلم ، مع أن ميسرة والمنهال لم يرو لهما مسلم.
ـ وأخرجه الطبراني في «الأوسط» ١٧٧ و «الدعاء» ٧٧٩ من طريق ابن لهيعة قال حدثني عبد ربه بن سعيد عن يونس ابن خباب عن شقيق الأزدي عن علي بن ربيعة به.
ـ وابن لهيعة ضعيف ، وكذا يونس بن خباب قال فيه البخاري : منكر الحديث.
ـ وله شاهد من حديث ابن عمر ، أخرجه مسلم ١٣٤٢ وأبو داود ٢٥٩٩ وغيرهما.
ـ وانظر «الكشاف» ١٠٠٢ و «أحكام القرآن» ١٩٤٣ بتخريجي. والله الموفق.
(١) سقط من المطبوع.
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) زيد في المطبوع «ذنوبي».
(٤) في المطبوع «فقال» والمثبت عن المخطوط و «شرح السنة».
(٥) في المطبوع «إلا الله» والمثبت عن المخطوط و «شرح السنة».