بشرّ فضدّه ؛ وسببه عقيدة فاسدة تثمر عند موته الجحود أو الشك ، فما لم يرحم بتوبة عذابه دائم ، نسأل الله العافية.
وإذا تأملنا وجدنا أسباب سوء الخاتمة موجودة فينا ، وسأنبئك بأقلها ؛ وهى :
الإصرار على فعل منهىّ ، أو صفة مذمومة ؛ كعجب ونحوه.
ومنها الغفلة عن ذكر الله ، فقد خطف خلق كثير بنزعة الشيطان لتمكّنه منهم. ولهذا اختار الشارع لفظ الشهادتين ؛ فإن الشيطان يجهد فى شبهة مكفّرة عند الموت ، غالبها فى الرسالة ؛ لعلمه اقتصارنا على التعليلة ؛ وكل ما نزغ فى التوحيد دفع بلا إله إلا الله ، أو فى الرسالة دفع بمحمد رسول الله ؛ فكأنّ التهليلة صلاة ؛ وذكر سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يبطلها ؛ وإن كان أجنبيا منها. كيف وأجلّ أسنان مفتاح التهليلة الشهادة الثانية ؛ فأكثر من ذكر هذه الكلمة المشرّفة ، حتى تمتزج مع معناها بلحمك ودمك ؛ واطلب منه سبحانه الثبات عليها ؛ فقد قطع ظهور (١) العابدين سوء الخاتمة ، فكيف يخصب لك جناب حتى ترى ما خطّ لك فى أمّ الكتاب. وعلامة حسن الخاتمة استقامة ودوام ذكر ؛ للحديث : يموت المرء على ما عاش عليه. ولحديث : كلّ ميسّر لما خلق له. فكيف نطمع بحسنها وقد غرقنا فى حبّ الدنيا والمواظبة على خصال مذمومة ، وعند فراقنا لها يخاف علينا من استيلاء الشيطان لتمكّنه منّا عند الموت. وعلامة ذلك أن فى حبها طول أملنا ؛ ونسينا الآخرة ؛ والهوى يصدّ عن الحقّ ؛ فكل فتنة أتتنا فمن حبّ الدنيا والجهل بمصارع أقراننا فى كل ساعة. أمرنا الصادق الصّدوق أن نكون فيها كالغريب أو عابرى سبيل ؛ وإذا أمسينا فلا ننتظر
__________________
(١) جمع ظهر.