لبيان المعنى. والمراد بالخفض والرفع أنها ترفع أقواما إلى الجنة ، وتخفض أقواما إلى النار.
وقيل ذلك عبارة عن هولها ؛ لأن السماء تنشق ، والأرض تزلزل وتمتد ، والجبال تنسف ، فكأنها تخفض بعض هذه الأجرام وترفع بعضها.
(خَصاصَةٌ (١)) : حاجة وفقر. وأصل الخصاصة الخلل والفرج ، ومنه خصاص الأصابع ، وهى الفرج التى بينها. وفى هذه الآية مدح للأنصار ، كأنهم كانوا يؤثرون غيرهم بالمال على أنفسهم ، ولو كانوا فى غاية الاحتياج.
وروى أن سبب نزولها أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم [١١٧ ب] لما قسّم هذه القرى على المهاجرين دون الأنصار قال للأنصار : «إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم ، وشاركتموهم فى هذه الغنيمة. وإن شئتم أمسكتم أموالكم وتركتم لهم هذا». فقالوا : بل نقسم لهم من أموالنا ونترك لهم هذه الغنيمة.
وروى أن سببها أن رجلا من الأنصار أضاف رجلا من المهاجرين ، فذهب الأنصارى بالضيف إلى منزله ، فقالت له زوجته : والله ما عندنا إلا قوت الصبيان. فقال لها : نوّمى صبيانك ، وأطفئ السّراج ، وقدّمى ما عندك للضيف ، ونوهمه نحن أنّا نأكل ، ولا نأكل ، ففعلا ذلك. فلما غدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : عجب الله من فعلكما البارحة ، وتلا عليه الآية.
(خَسَفَ الْقَمَرُ (٢)) : بالخاء والكاف بمعنى ذهاب ضوئه ويقال خسف هو ، وخسفه الله.
وقيل : الكسوف ذهاب بعض الضوء ، والخسوف ذهاب جميعه.
__________________
(١) الحشر : ٩
(٢) القيامة : ٨