بإمكانه تحضير الوحى بالتنويم الذاتى تارة وثانية باستعمال الدثار «يا أيها المدثر» ، وثالثة بترتيل القرآن بشرط أن يكون ليلا وبتمهل (!)
تجاهل «واط» ـ وكثير غيره من المستشرقين ـ أحداث السيرة النبوية ـ وهو رجل التاريخ ، الموضوعى ، المحايد ـ والتى نقلت ـ فيما نقلت ـ أحداث ووقائع نزول الوحى ، وكيف أنه كان يأتى النبى فجأة ، وهو في المسجد ، وهو جالس مع صاحبته ، وهو على راحلته ...
وقد يتمثل الملك رجلا يراه من يكون في حضرة النبى ، على نحو ما جاء عن أمير المؤمنين عمر ، قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله «صلىاللهعليهوسلم» ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثوب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبى «صلىاللهعليهوسلم» فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد أخبرنى عن الإسلام فقال رسول الله : «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله ... إلخ. قال صدقت.
قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه ...» الحديث.
ظهر جبريل ـ إذن ـ ورآه بعض الصحابة في صورة رجل ، ولو كان السائل من المسلمين لعرفوه ولتكررت رؤيتهم له بعد ذلك.
نقول إنه تجاهل المصادر المعتبرة عندنا ورجع إلى خصوم ديننا كما هو ثابت فى ص ١٠٢ من كتابه محمد في مكة ـ رجع إلى «اهرنس» و «أرثر» و «نيوهفن» ويعد «كايتانى» من مراجعه الأصلية.
والمستشرق متأثر بالمدرسة الروحية الحديثة التى ظهرت في أمريكا في بداية هذا القرن والتى تدعى استحضار أرواح الموتى ، وأن وحى الأنبياء من هذا القبيل.
وفي كتاب آخر له زعم أن مصدر الوحى هو :
اللاوعى الجماعى Collectiv eunConseiousness أى أن موضوعات الوحى كانت موجودة في اللاوعى عند محمد «صلىاللهعليهوسلم» ، وهى مستقاه من المحيط الجماعى الذى عاش فيه قبل البعثة ... وما كان الملك (جبريل) إلا خيالا أدى إلى حضور تلك الموضوعات إلى وعيه ، فى الحالة التى يسميها وحى (١).
يزعم «واط» أنه مؤمن غير مادى ولا ملحد ، ولنا أن نقابل زعمه : أن مصدر الوحى
__________________
١ ـ. ١٩١ ـ ١٩٠.PP ١٩٦٩.The IslamicRevoltion inTheModernwarld : Watt د. عبد الحميد غراب : رؤية إسلامية للاستشراق ص ١٠٨ سنة ١٤٠٨ ه.