(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) [النحل : ٥٨ ، ٥٩]. (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (٣١) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) [الإسراء : ٣١ ، ٣٢]. (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) [الفرقان : ٧٢]. (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (٢٦)) [الإسراء : ٢٦].
جاء القرآن يستنكر عليهم الرق ويأمر بتحرير الرقيق (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣)) [البلد : ١٢ ، ١٣]. (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) [النساء : ٩٢].
وسؤال آخر هل يستطيع محمد «صلىاللهعليهوسلم» بانطوائه على نفسه ، أن يكتشف حادثا ما ، وقع في تاريخ ما من الزمان الغابر؟ إن التاريخ الإنسانى لا يخضع لمنطقنا لأنه قد يشتمل على أحداث تتعارض مع ما يقبله العقل.
حسبنا هذا فليس من غرضنا الإحصاء ، وإنما إثبات زيف زعم هذا المستشرق ، فما ادعاؤه إلا خيال مريض.
نخلص مما سبق أن الوحى الخاص إلى محمد «صلىاللهعليهوسلم» ، فى الرؤية الاستشراقية هو من نوع الصور الجميلة التى تكون في مخيلة الفنان أو الشعر الرائع الذى يكون فى وجدان الشاعر. أو هو ليس سوى صوت اللاشعور أو اللاوعى المحمدى (!).
ما أخذه محمد صلىاللهعليهوسلم من القصص التوراتى والإنجيلى :
من الكلمات التى يطلقها المستشرقون ويعتقدون مرورها في غفلة من المسلمين ، مثل قول المستشرق «جرينباوم» «إن الإسلام يمزج دائما بين المقدرة على تمثيل العناصر الأجنبية مع درجة معينة من العزوف عن الإقرار بالأصول التى استمدت منها» (١)
ما ذا يريد جرينباوم أن يقول؟ يشير «فيليب حتى» إلى بعض ما يريد قوله : «وتكاد كل القصص التاريخية في القرآن يكون لها نظير في التوراة باستثناء بعض قصص قلائل عربية خالصة تشير إلى عاد وثمود ولقمان وأصحاب الفيل ...» (٢) أما المستشرق اليهودى «جويتى» فقد نسج على منوال سابقيه ، فيقول : «.. ولقد أتى محمد صلىاللهعليهوسلم بقصص تكاد تطابق ما جاء في التوراة ، مع بعض التشويه لبعض الحقائق عن الأنبياء ، وربما نتج عن شعوره بأنه خير هؤلاء جميعا وخاتمهم ، ولقد
__________________
١ ـ Essaysimthen atureandGrawthof : Islam ، G.E.VonGrumebaum د. طبباوى ص ١٨٨ ٢٢٨ ، ١٩٦١ : london) c ulturelTradition
٢ ـ حتى : تاريخ العرب ص ١٥١ ط ٣ ١٩٥٣ دار العالم العربى. القاهرة.