فيها ووجود بشارات بها في كتب متقدمة ـ زمنا عليها لا يضيف إليها جديدا ، وعدم تلك البشارات لا ينال منها شيئا قط. فهى حقيقة قائمة بذاتها لها سلطانها الغنى عما سواه.
فلا يظنن أهل الكتابين ولا غيرهم أننا حين نتحدث عن بشارات الكتب السابقة برسول الإسلام إنما نتلمس أدلة نحن في حاجة إليها لإثبات صدق محمد «صلىاللهعليهوسلم» فى دعواه الرسالة (١).
إن الإخبارات الواقعة في حق نبينا «وأماراته في التوراة والإنجيل أكثر من أن تحصى. ولقد كان لموسى بيت صور ـ يعنى صور الأنبياء ـ يدخله فيطالع الصور كل سبت. فلو لم يظهر النبى معجزة قط كان ما مضى من الدلائل كافيا فلهذا اقتصرت معجزاته على إظهار الأمر للأميين من العرب دون أهل الكتاب ... فإنهم كانوا محجوجين بما ثبت عندهم من الأخبار عن الصادقين» (٢).
__________________
١ ـ د. عبد العظيم المطعنى : الإسلام في مواجهة الاستشراق العالمى ص ٥٩٠ دار الوفاء بمصر ١٤٠٧ ه / ١٩٨٧ م.
٢ ـ الشهرستانى : نهاية الأقدام في علم الكلام ص ٤٤٣.