بشارات العهد القديم :
أولا ... فى التوراة التى بين أيديهم «جاء الله من سينا وأشرق من ساعير واستعلن من جبال فران» (١).
وسيناء هى الجبل الذى كلم الله فيه موسى أى هو «موضع مبعث موسى ـ عليهالسلام ـ بلا شك ، وساعير هو موضع مبعث عيسى وفاران بلا شك هى مكة موضع مبعث محمد» (٢).
وليس من شك أن فاران هى مكة ، فقد جاء في التوراة : «أن إبراهيم أسكن هاجر واسماعيل فاران ـ يعنى مكة ـ» (٣).
وهذا نصها :
«وكان الله مع الغلام ـ يعنى إسماعيل ـ فكبر وسكن في البرية وكان ينمو رامى قوس وسكن في برية فاران ..» (٤).
«وجاء في كتاب «تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب» لمؤلفه أبى محمد عبد الله الترجمان الميورقي (ت ٨٣٢ ه) وكان مسيحيا وأسلم. وكان اسمه : «أنلم توميدا» : «وجبال فاران هى مكة وأرض الحجاز ، فإن فاران اسم رجل من ملوك العمالقة الذين اقتسموا الأرض فكان الحجاز وتخومه لفاران فسمّى القطر كله باسمه» (٥).
ثبت بالتوراة ـ إذن ـ أن جبل فاران مسكن لآل إسماعيل.
ومن المعلوم ضرورة أنه «لم يبعث أحد من الأنبياء ابتعاثا ظاهرا ، فشا أمره فى مشارق الأرض ومغاربها كما اقتضى قوله : (استعلن) لأن (استعلن) بمعنى (علن) إذا ظهر وانكشف ولم يستعلن غير محمد فلم يبق ريب في أنه هو المراد بهذه اللفظة» (٦).
والله تعالى ذكر هذا على الترتيب الزمانى «فذكر إنزال التوراة ثم الإنجيل ثم القرآن ... وقال في الأول : جاء أو ظهر وفي الثانى أشرق وفي الثالث استعلن وكان
__________________
١ ـ سفر التثنية ٣٣ : ١ ـ ٣ (فى بعض الطبعات : وتلألأ من جبل فاران)
٢ ـ ابن حزم : الفصل ـ ج ١ ص ٩٠.
٣ ـ أبى الحسن الزيدى : إثبات نبوة النبى ص ١٥٨ مصدر سابق
٤ ـ سفر التكوين ٢١ : ٢٠ ـ ٢١.
٥ ـ تحفة الأريب ... ص ٢٦٥ تحقيق الأستاذ عمرو وفيق الداعوق دار البشائر الإسلامية. بيروت ٨؟ ١٤ ه / ١٩٨٨ م. وانظر الأجوبة الفاخرة للقرافى ص ٢٣٨ عام ١٤٠٧ ه.
٦ ـ أبى الحسن أحمد الزيدى : المصدر السابق.