قائمة الکتاب
« أبواب العدل »
باب 17 أن الملائكة يكتبون أعمال العباد ؛ وفيه 35 حديثا
٣١٩
إعدادات
بحار الأنوار [ ج ٥ ]
بحار الأنوار [ ج ٥ ]
الاجزاء
تحمیل
وقال : إن كانت الحفظة لا تسمعه ولا تكتبه فقد سمعه عالم السر وأخفى ، يا إسحاق خف الله كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه يراك ، فإن شككت أنه يراك فقد كفرت وإن أيقنت أنه يراك ثم بارزته بالمعصية فقد جعلته أهون الناظرين إليك. (١)
١٢ ـ سعد السعود : رواه من كتاب قصص القرآن للهيصم بن محمد النيسابوري قال : دخل عثمان على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال : ملك على يمينك(٢) على حسناتك ، وواحد على الشمال ، فإذا عملت حسنة كتب عشرا ، وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين أكتب؟ قال : لعله يستغفر ويتوب فإذا قال ثلاثا قال : نعم اكتب ، أراحنا الله منه فبئس القرين ، ما أقل مراقبته لله عزوجل!. وما أقل استحياؤه منه!(٣) يقول الله : «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه : «له معقبات من بين يديه ومن خلفه» وملك قابض على ناصيتك ، فإذا تواضعت لله رفعك ، وإذا تجبرت على الله وضعك وفضحك ، وملكان(٤) على شفتيك ليس يحفظان إلا الصلاة على محمد صلىاللهعليهوآله ، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدخل الحية في فيك ، وملكان على عينيك ، فهذه عشرة أملاك على كل آدمي ، وملائكة الليل سوى ملائكة النهار ، فهؤلاء عشرون ملكا على كل آدمي ، وإبليس بالنهار وولده بالليل ، قال الله تعالى : «وإن عليكم لحافظين» الآية. وقال عزوجل : «إذ يتلقي المتلقيان» الآية.
ثم قال السيد رحمه الله : واعلم أن الله عزوجل وكل بكل إنسان ملكين يكتبان عليه الخير والشر. ووردت الاخبار بأنه يأتيه ملكان بالنهار وملكان بالليل ، وذلك قوله تعالى : «له معقبات» لانهم يتعاقبون ليلا ونهارا ، وإن ملكي النهار يأتيانه إذا انفجر الصبح فيكتبان ما يعمله إلى غروب الشمس ، فإذا غربت نزل إليه الملكان الموكلان بكتابة الليل ، ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عزوجل فلا يزال ذلك دأبهم إلى
________________
(١) وروى الكليني في باب المصافحة باسناده عن إسحاق بن عمار نحوه.
(٢) في نسخة : عن يمينك.
(٣) في نسخة : منا.
(٤) في نسخة : وملكان مقربان.