« من دونهما جنتان » ولا تقولن : درجة واحدة إن الله يقول : « درجات بعضها فوق بعض » إنما تفاضل القوم بالاعمال ، قال : وقلت له : إن المؤمنين يدخلان الجنة فيكون أحدهما أرفع مكانا الآخر فيشتهي أن يلقى صاحبه ، قال : من كان فوقه فله أن يهبط ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد لانه لا يبلغ ذلك المكان ولكنهم إذا أحبوا ذلك واشتهوه التقوا على الاسرة. وعن العلاءبن سيابة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلت له : إن الناس يتعجبون منا إذا قلنا : يخرج قوم من جهنم فيدخلون الجنة ، فيقولون لنا : فيكونون مع أولياء الله في الجنة؟ فقال : يا علاء إن الله يقول : « ومن دونهما جنتان » لاوالله لا يكونون مع أولياء الله ، قلت : كانوا كافرين؟ قال عليهالسلام : لا والله لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنة ، قلت : كانوا مؤمنين؟ قال : لا والله لو كانوا مؤمنين مادخلوا النار ولكن بين ذلك. وتأويل ذلك ـ لو صح الخبر ـ : أنهم لم يكونوا من أفاضل المؤمنين وخيارهم.
ثم وصف الجنتين فقال : « مدهامتان » أي من خضرتهما قداسود تا من الري ، وكل نبت أخضر فتمام خضرته أن يضرب إلى السواد وهو على أتم مايكون من الحسن « فيهما عينان نضاختان » أي فو ارتان بالماء تنبع من أصلهما ثم تجريان ، عن الحسن ، قال ابن عباس : تنضخ (١) على أولياءالله بالمسك والعنبر والكافور ، وقيل : تنضخان بأنواع الخيرات « فيهما فاكهة » يعني ألوان الفاكهة « ونخل ورمان » وحكى الزجاج عن يونس النحوي أن النخل والرمان من أفضل الفاكهة ، وإنما فصلا بالواو لفضلهما « فيهن » أي في الجنات الاربع « خيرات حسان » أي نساء خيرات الاخلاق حسان الوجوه ، روته ام سلمة عن النبي (ص). وقيل : « خيرات » فاضلات في الصلاح والجمال عن الحسن ، حسان في المناظر والالوان ، وقيل : إنهن من نساء الدنيا ترد عليهم في الجنة وهن أجل من الحور العين ، وقيل : « خيرات » : مختارات ، عن جرير بن عبدالله ، وقيل لسن بذربات ولا زفرات ولا نخرات ولا متطلعات ولا متسومات ولا متسلطات ولا طماحات
____________________
(١) نضخ الماء : اشتد فورانه من ينبوعه.