ولا شفيع يطاع » فقلت له : يابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه؟ فقال : يا أبا أحمد مامن أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب ، ومتى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له لانه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب ، ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم ، وقد قال النبي (ص) : لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الاصرار ، وأما قول الله : « ولا يشفعون إلا لمن ارتضى » فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه ، والدين : الاقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات ، ومن ارتضى الله دينه ندم على ما يرتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة.« ص ٤١٨ ـ ٤٢٠ »
٢ ـ م : قوله تعالى : « وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة » قال : قال رسول الله (ص) : إن ولاية علي حسنة لا تضر معها شئ من السيئات وإن جلت إلا ما يصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا وببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجوا منها بشفاعة مواليهم الطيبين الطاهرين ، وإن ولاية أضداد علي ومخالفة علي عليهالسلام سيئة لا تنفع معها شئ إلا ماينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحة والسعة فيردوا الآخرة ولا يكون لهم إلا دائم العذاب ، ثم قال : إن من جحد ولاية علي عليهالسلام لا يرى بعينه الجنة أبدا إلا ما يراه مما يعرف به أنه لو كان يواليه لكان ذلك محله ومأواه فيزداد حسرات وندمات ، وإن من تولى عليا وتبر أمن أعدائه وسلم لاوليائه لا يرى النار بعينه (١) إلا ما يراه فيقال له : لو كنت على غير هذالكان ذلك مأواك ، وإلا مايباشره فيها إن كان مسرفا على نفسه بمادون الكفر إلى أن ينظف بجهنم كما ينظف القذر بدنه بالحمام ، ثم ينقل عنها بشفاعة مواليه.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اتقوا الله معاشر الشيعة فإن الجنة لن تفوتكم وإن أبطأت بها عنكم قبائح أعمالكم فتنا فسوا في درجاتها ، قيل فهل يدخل جهنم أحد من محبيك ومحبي علي عليهالسلام؟ قال : من قذر نفسه بمخالفة محمد وعلي ، وواقع المحرمات ، وظلم المؤمنين والمؤمنات ، وخالف مارسم له من الشريعات جاء يوم القيامة قذرا طفسا ،
____________________
(١) في التفسير المطبوع : لايرى النار بعينه أبدا.