وعينه كانت به قريرة |
|
حيث رآه نافذ البصيرة |
لسانه الداعي الى الصواب |
|
بمحكم السنة والكتاب |
منطقه الناطق بالحقائق |
|
فهو ممثل الكتاب الناطق |
له من العلوم ما يليق به |
|
بمقتضى رتبته ومنصبه |
يمينه في القبض والبسط معا |
|
فما أجل شأنه وأرفعا |
فارس عدنان وليث غابها |
|
وسيفها الصقيل في حرابها |
بل هو سيف السبط سيف الباري |
|
وليثُُ غاب عترة المختار |
أشرق كوفان بنور ربها |
|
مذحل فيها رب أرباب النهى |
بايعه من أهلها ألوف |
|
والغدر منهم شائع معروف |
ثباته من بعد غدر الغدرة |
|
ثبات عمه أمير البررة |
بل هو في وحدته وغربته |
|
كعمه في بأسه وسطوته |
له من الشهامة الشماء |
|
ما جاز حد المدح والثناء |
أيامه مشهودة معروفة |
|
يعرفها أبطال أهل الكوفة |
كم فارس غدا فريسة الأسد |
|
كم بطل فارق روح الجسد |
وكم كمي حد سيفه قضى |
|
على حياته كمحتوم القضا |
وكم شجاع ذهبت قواه |
|
وذاب قلبه إذا رآه |
شد عليهم شدة الليث الحرب |
|
قرت عيون آل عبدالمطلب |
بل عين عمه العلي قدرا |
|
إذ هو بالبارق أحيى « بدرا » |
ذكر يوم « خيبر وخندق » |
|
بصولة تبيد كل فيلق |
تكاثروا عليه وهو واحد |
|
لا ناصر له ولا مساعد |
رموه بالنار من السطوح |
|
لروحه الفداء كل روح |
حتى إذا أثخن بالجراح |
|
واشتد ضعفه عن الكفاح |
لم يظفروا عليه بالقتال |
|
فاتخذوا طريق الإحتيال |
فساقه القضا إلى « الحفيرة » |
|
أو ذروة القدس من الحظيرة |
أصبح « مسلم » أسير الكفرة |
|
تعسا وبؤسا للئام الغدرة |
كان أميرا فغدا اسيرا |
|
كذاك شأن الدهر أن يجورا |
أدخل مكتوفا علي ابن العاهرة |
|
عذّبه الله بنار الآخرة |