أسمعه سبا وشتما فاحشا |
|
رماه باطلا بما يدمي الحشا |
وما اشتفى من مسلم بما لقي |
|
حتى اشتفى منه بضرب العنق |
وبعده رماه من أعلا البنا |
|
فانكسرت عظامه وأحزنا |
وشد رجلاه ورجلا هاني |
|
بالحبل يا للذل والهوان |
فأصبحا ملعبة الأطفال |
|
بالسحب في الأسواق بالحبال |
فلْتبكه عين السما دما فما |
|
أجل رزء « مسلم » وأعظما |
وقد بكاه السبط حينما نعي |
|
إليه « مسلـم » بقلب موجـع |
فارتجت الأرجـاء بالبكاء |
|
على عميد الملـة البيضاء |
واهتزّ عرش الملك الجليل |
|
على فقيد الشرف الأصيل |
وناحـت العقول والأرواح |
|
لما استحلّـوا منه واستباحـوا |
صُبّت دموع خاتـم النبوة |
|
على فقيد المجد والفتوة |
بكاه عمه علـى مصابـه |
|
وحق أن يبكي دماً لما به |
بكـى على غربته آل العبا |
|
وكيـف لا وهو غريب الغربا |
ناحت عليه أهل بيت العصمة |
|
فيا لهـا من ثلمة ملمة |
للعلامة الحجة السيد رضا الهندي المتوفى سنة ١٣٦٢ (٩) :
لو أن دموعي استهلّت دما |
|
لما أنصفت بالبكا « مسلما » |
قتيـل أذاب الصفا رزؤه |
|
وأحـزن تذكاره « زمزما » |
وأورى الحجون بنار الشجون |
|
وأبكى المقام وأشجى الحمىَ |
أتى أرضَ كوفـانَ في دعوةٍ |
|
لها الأرضُ خاضعـةٌ والسما |
فلبوا دعاهُ وأمّوا هداه |
|
لينقذهم من عشاء العمي |
وأعطوه من عهدهم ما يكـادُ |
|
إلى السهل يستدرجُ الأعصما |
وما كان يحسب وهو الوفـيُّ |
|
أن ينقضوا عهده المبرمَا |
فديتُكَ من مفـرد أسلموه |
|
لحكم الدّعيِّ فما استسلما |
وألجأه غدرهـم أن يحلّ |
|
في دار « طوعة » مستسلمَا |
فمذ أقحموا منه في دارها |
|
عريناً أبى الليث أن يقحمـا |
__________________
٩) من مجموعة الخطيب الأستاذ الشيخ مسلم الجابري.