ثلاث آيات مباركات من سورة التوبة ، فيها أمر وفيها تحذير وفيها ترغيب.
فأولها : أمرت بالتقوى واتباع الصادقين ، فمن هم الصادقون ؟
وثانيها : فيها تحذير ونهي شديد لأهل المدينة ومن حولها من الأعراب عن التخلّف عن رسول الله ، ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ، فمن هو نفس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته ومن بعده ؟
وثالثة الآيات : فيها ترغيب عظيم لمن كان متبعاً ومهتدياً بهدي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وإذا تلمّسنا الجواب على سؤال من هم الصادقون ؟ نجد حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رحمهالله يجيب على ذلك بأنّ الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام ، هكذا رواه الحاكم الحسكاني (١) ، لكن الحمويني الجويني في فرائد السمطين (٢) ، روى الحديث عن ابن عباس رضياللهعنه في هذه الآية قال : ( علي بن أبي طالب وأصحابه ).
أما الجواب عن السؤال الثاني ، فيجيب عليه القرآن الكريم في آية المباهلة حيث قال تعالى : ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (٣).
وقد اتفق المفسرون والمحدّثون والإخباريون على أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخرج معه يوم المباهلة الحسن والحسين وفاطمة وعلي ، فأبناؤنا : الحسن والحسين ، ونساؤنا : فاطمة ، وأنفسنا : علي بن أبي طالب عليهمالسلام.
وقد أوضحت ذلك وما يتعلق به في كتاب علي إمام البررة (٤) ، عن أكثر من خمسين مصدراً.
_____________________
١ ـ شواهد التنزيل ١ : ٢٦٠.
٢ ـ فرائد السمطين باب / ٦٨.
٣ ـ آل عمران : ٦١.
٤ ـ علي إمام البررة ١ : ٤٢٥.