وهذا الخبر رواه ابن كثير في تاريخه (١) ، وفيه : انّ خالد قدم وعليه جبّة ديباج ، فلما رآها عمر أمر مَن هناك من الناس بتخريقها عنه ، فغضب خالد وقال لعلي بن أبي طالب : يا أبا الحسن أغلبتم يا بني عبد مناف عن الامرة ؟ فقال له علي : أمغالبة تراها أو خلافة ؟ فقال : لا يغالب على هذا الأمر أولى منكم ، فقال له عمر بن الخطاب : اسكت فضّ الله فاك ، والله لا تزال كاذباً تخوض فيما قلت ثم لا تضر إلّا نفسك ، وأبلغها عمر أبا بكر فلم يتأثر لها أبو بكر.
والخبر كسابقيه اعلامي سياسي لتبرير أمر الخلافة ، وانّ علياً مقرّ بشرعيتها.
النص الثامن : وروى عبد الرزاق (٢) ، ( خصومة علي والعباس ) عن معمر ، عن الزهري ، عن مالك بن أوس بن الحدثان النصري ، قال : أرسل إليّ عمر بن الخطاب ... فبينا أنا كذلك جاءه مولاه فقال : هذا عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، والزبير بن العوام ... يستأذنون عليك ، قال : إئذن لهم.
ثم مكث ساعة ... فقال : هذا العباس وعلي يستأذنان عليك ، فقال : إئذن لهما ... فلما دخل العباس قال : اقض بيني وبين هذا ، وهما يومئذٍ يختصمان فيما أفاء الله على رسوله صلىاللهعليهوسلم من أموال بني النضير ، فقال القوم : اقض بينهما يا أمير المؤمنين ، وأرح كل واحد منهما من صاحبه فقد طالت خصومتهما ، فقال عمر : أنشدكم الله ... فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال أبو بكر : أنا ولي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعده ، أعمل فيه بما كان يعمل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيها ، ثم أقبل على عليّ والعباس فقال : وأنتما تزعمان أنّه فيها ظالم فاجر ، والله يعلم أنّه فيها صادق بار تابع للحق ، ثم وليتها بعد أبي بكر سنين من إمارتي ، فعملت فيها بما عمل رسول الله وأبو بكر ، وأنتما تزعمان إنّي فيها ظالم فاجر ... .
_____________________
١ ـ تاريخ ابن كثير ٧ : ٣.
٢ ـ المصنف ٥ : ٤٦٩.