وأخرج هذا الخبر الشيخان في صحيحهما بتحريف متعمد عند البخاري ، حيث حذف جملة ( ظالم فاجر ) في المقامين مع أنّه أخرجه عن عبد الرزاق بسنده ، ولم يذكر في الخبر عند كل من رواه انّ علياً والعباس تنصلا من كلمتهما واعتذرا عنها ، مما يدل على إصرارهما بأنّ أبا بكر ظالم فاجر ، وعمر مثله ظالم فاجر ، وما أدري هل شهادة عمر عليهما بذلك مقبولة عند العمريين أم لا.
النص التاسع : وروى عبد الرزاق (١) ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : إنّ فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهما حينئذٍ يطلبان أرضه من فدك ، وسهمه من خيبر ، فقال لهما أبو بكر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لا نورّث ، ما تركنا صدقة إنّما يأكل آل محمد صلىاللهعليهوسلم من هذا المال ... ، قال : فهجرته فاطمة ، فلم تكلمه في ذلك حتى ماتت ، فدفنها عليّ ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر.
قالت عائشة : وكان لعلي من الناس حياة فاطمة حبوة ـ كذا ـ فلمّا توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عنه ، فمكثت فاطمة ستة أشهر بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم توفيت.
قال معمر : فقال رجل للزهري : فلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال : لا ، ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي ، فلما رأى عليّ انصراف وجوه الناس عنه أسرع إلى مصالحة أبي بكر ، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا تأتنا معك بأحد ، وكره أن يأتيه عمر لما يعلم من شدّته ، فقال عمر : لا تأتهم وحدك ، فقال أبو بكر : والله لآتينّهم وحدي وما عسى أن يصنعوا بي ؟.
قال : فانطلق أبو بكر فدخل على عليّ وقد جمع بني هاشم عنده ، فقام عليٌ فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، يا أبا بكر فإنّه لم يمنعنا أن
_____________________
١ ـ مصنف عبد الرزاق ٥ : ٤٧٢ ـ ٤٧٣.