وفدك فأمسكهما عمر ، وقال : هما صدقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه ، وأمرهما إلى من ولي الأمر ، قال : فهما على ذلك اليوم.
النص الرابع : وأخرج في المسند (١) ، قال : حدّثنا حجاج بن محمد ، حدّثنا ليث ، حدّثني عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم أنّها أخبرته : إنّ فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك ، وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لا نورّث ، ما تركنا صدقة ، إنّما يأكل آل محمد في هذا المال ، وإنّي والله لا اُغيّر شيئاً من صدقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولأعملنّ فيها بما عمل به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك.
فقال أبو بكر : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال ، فإنّي لم آل فيها عن الحق ، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصنعه فيها إلا صنعته.
النص الخامس : وأخرج في المسند (٢) ، قال : حدّثنا عبد الرزاق ، حدّثنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : أنّ فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهما حينئذٍ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر ، فقال لهما أبو بكر : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لا نورّث ، ما تركنا صدقة ، وإنّما يأكل آل محمد صلىاللهعليهوسلم في هذا المال ، وإنّي والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصنعه فيه إلا صنعته.
النص السادس : وأخرج في المسند (٣) ، قال : حدّثنا عفّان ، حدّثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة أنّ فاطمة قالت لأبي بكر : من يرثك
_____________________
١ ـ المسند ١ : ٤٥ ، برقم : ٥٥.
٢ ـ المسند ١ : ٤٦ ، برقم : ٥٨.
٣ ـ المسند ١ : ٤٧ ، برقم : ٦٠.