إذا متّ ؟ قال : ولدي وأهلي ، قالت : فما لنا لا نرث النبي صلىاللهعليهوسلم ؟ قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : إنّ النبي لا يورّث ، ولكنّي أعول من كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعول ، وأنفق على من كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينفق.
وهذا علّق عليه المحقق بأنّه منقطع الإسناد ، ولمّا أعاد أحمد بن حنبل إخراجه مرّة ثانية برقم : ٧٩ بالسند إلى أبي سلمة ، ثم رفعه هنا عن أبي هريرة ، ببركة وجوده تم توصيل الانقطاع ، فقال المحقق : إسناده صحيح ، وقد سبق مطولاً برقم : ٦٠ ، ولكن هناك مطولاً ، ولدى المقارنة نجد بين الخبرين فرقاً واضحاً ، فقارن ما يلي مع ما سبق فالحديث عن أبي هريرة أنّ فاطمة جاءت أبا بكر وعمر تطلب ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالا : إنّا سمعنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إنّي لا أورّث ....
النص السابع : وجاء في المسند (١) : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا إسماعيل ، عن ابن عون ، عن إبراهيم ، عن الأسود قال : ذكروا عند عائشة أنّ علياً كان وصياً ، فقالت : متى أوصى إليه ؟ فقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت : حجري ، فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري ، وما شعرت أنّه مات ، فمتى أوصى إليه ؟
وهذا الخبر يوحي بأنّ أناساً كانوا يذكرون أنّ علياً كان وصياً ، ومتى كان كذلك ، فقيام غيره بالأمر بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان بغير حق وغصباً لحقه ، ودفعاً لذلك صارت عائشة تزعم أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مات وهي مسندته إلى صدرها أو في حجرها.
ويبدو أنّ أحمد بن حنبل روى في مسنده أحاديث عائشة على نحو ما وصلت إليه بما فيها من تناقض ، وزعمها أنّ النبي مات وهي مسندته إلى صدرها ـ كما هنا ـ نجد عدة أحاديث أخرى عنها تختلف ألفاظها ومعانيها ، فمنها : مات صلىاللهعليهوسلم بين حاقنتي وذاقنتي (٢).
_____________________
١ ـ المسند ٦ : ٣٢.
٢ ـ المصدر نفسه ٦ : ٦٤ و ٧٧.