عروة عن عائشة ، وأشرنا تعقيباً عليه أنّ أحمد في مسنده ، والبخاري في صحيحه أوردا الخبر بصورة مهينة ومشينة ، وذكرنا أنّها رواية البخاري (١) في باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم نشر إلى ما ذكرناه هنا من روايته الثانية بسنده الآخر عن الزهري.
ومع أنها أوفى مما ذكره في باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ففيها تفاوت وفجوات وتساؤلات ، والحديث كله عن الزهري عن عروة عن عائشة ، فلماذا الاختلاف والتفاوت ؟
النص الثالث : أخرج في كتاب الفرائض باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم لا نورّث ما تركنا صدقة (٢).
قال : حدّثنا عبد الله بن محمد ، حدّثنا هشام ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أنّ فاطمة والعباس عليهماالسلام أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهما حينئذٍ يطلبان أرضيهما من فدك ، وسهمهما من خيبر ، فقال لهما أبو بكر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لا نورّث ما تركنا صدقة ، إنّما يأكل آل محمد من هذا المال ، قال أبو بكر : والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصنعه فيه إلا صنعته ، قال : فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت.
فهذا الخبر ترويه عائشة كسائر المروي عنها في هذا الباب ، ولا يتفق فيه خبران على صيغة واحدة ، واللافت للنظر في هذه الصورة قولها : ( وهما حينئذٍ يطلبان أرضيهما من فدك ، وسهمهما من خيبر ) وهو يدل على أنّه كانت لكل من فاطمة والعباس أرض مختصة بهما ، ولذا صحت الإضافة إليهما.
كما دلّ على أنّ لكل منهما سهم من خيبر منذ عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأخذ ذلك أبو بكر واستولى عليه فجاءا يطلبان ذلك ، فذكر لهما ما رواه عن سماعه لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول :
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ٥ : ٢٠ ، باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
٢ ـ المصدر نفسه ، كتاب الفرائض ٨ : ١٤٩.