عبد الله بما كنت تعامل به المبارك الطبري ، وأعنهما على ما فيه عمارتها ومصلحتها ووفور غلاتها إن شاء الله ، والسلام.
وكتب يوم الأربعاء لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ٢١٠.
فلما استخلف المتوكل على الله ... أمر بردها إلى ما كانت عليه قبل المأمون.
ما ذكره الطبري :
الثالث عشر : محمد بن جرير الطبري ( ت ٣١٠ هـ ) ، فماذا عنده في تاريخه من نصوص ؟ مما رواه في أحداث السنة الحادية عشرة من الهجرة ، وهي السنة التي توفي فيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ مما يعنينا نقله ، ولمّا كان جملة مما راه ينتهي بإسناده إلى محمد بن إسحاق ، فسوف لا نذكره جميعه لأنّه سبق لنا أن ذكرنا عن ابن إسحاق ما أردناه ، فلسنا بحاجة إلى الإعادة ، لكن نذكر الآن نصوصاً في ثلاث روايات ساقها الطبري بأسانيد متحدة عن ابن إسحاق ، فقال : حدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا سلمة عن ابن إسحاق.
النص الأوّل : روى الطبري في تاريخه (١) ، بسنده عن ابن إسحاق ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مليكة ، قال : لما كان يوم الإثنين خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم عاصباً رأسه إلى الصبح ، وأبو بكر يصلي بالناس ، فلما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم تفرّج الناس فعرف أبو بكر أنّ الناس لم يفعلوا ذلك إلا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنكص عن مصلاه ، فدفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ظهره ، وقال : صل بالناس ، وجلس رسول الله إلى جنبه ، فصلى قاعداً عن يمين أبي بكر ، فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس وكلمهم رافعاً صوته ، حتى خرج صوته من باب المسجد يقول : « يا أيها الناس سُعّرت النار ، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، وإنّي والله لا تمسكون عليّ شيئاً ، إني لم أحلّ إلا ما أحلّ لكم القرآن ، ولم أحرّم عليكم إلا ما حرّم عليكم القرآن ».
_____________________
١ ـ تاريخ الطبري ٣ : ١٩٨.