المهاجرين ، فقال : والله لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة ، فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف ، فعثر فسقط السيف من يده ، فوثبوا عليه فأخذوه.
وهذا النص هو بنفس السند في النص السابق إلى زياد بن كليب ، ولم يذكر باقي السند وأحسبه كسابقه ، ومهما يكن فهو صريح في مجيئ عمر إلى منزل علي ، لأنّ فيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، وهم لم يبايعوا أبا بكر ، فهدّدهم بإحراق البيت عليهم ، وأقسم على توعده بتنفيذه إن لم يخرجوا إلى البيعة.
والتهديد والإحراق لم يكن هيناً سماعه على الناس فضلاً عن فعله ، وقد مرّ بنا أنّ الناس قالوا له : إنّ في البيت فاطمة ، قال : وإن ، فإنّها لصدمة ولدمة لمن سمع ورأى وهو خارج البيت ، وإنّها لصدمة ولدمة لمن سمع ومن رأى وكان هو داخل البيت ، وهذا ما دعا الزبير لأن يخرج مصلتاً عليه بالسيف.
وإلى هنا لا تستدعي صراحة النص تفسيراً لصرامة عمر ، إلّا أنّ فيه ( فعثر ـ الزبير ـ فسقط السيف من يده ، فوثبوا عليه فأخذوه ) ، وهذا أيضاً لا يثير حيرة ولا قلقاً ، فالزبير وقد خرج على عمر مصلتاً بالسيف ، ( فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه ) والضمير في المأخوذ سواء كان يعني السيف ، أو كان يعني الزبير ، فهو يدل على وجود جمع ( فوثبوا عليه فأخذوه ) وهذا ما يلفت النظر في طي ذكرهم أولاً في الخبر ، فماذا جرى منهم على بقية من كان في البيت ، فهذا كله طواه الخبر ، إلّا أن الطبري ساق بعد هذا خبر بإسناد غير ما قرأنا بها أخباره المتقدمة ، مما يكشف عما طواه هذا النص المتقدم ، فلنقرأ ما عنده :
النص السابع : روى الطبري (١) عن زكريا بن يحيى الضرير ، عن أبي عوانة ، عن داود بن عبد الله الأودي ، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال : توفي
_____________________
١ ـ تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٢ ـ ٢٠٣.