يمنع من الدنو إلى الجثمان الطاهر ، فلا يدع أحداً يجترئ أن يكشف عن وجهه ؟ وفي كلا الاحتمالين لا بد من تحكيم العقل وتقويم الاحتمالين ، لمعرفة نصيب كل من الشيخين من التواطؤ أو عدمه ، والاحتكام إلى العقل ضرورة يقضي بها تصويب النص أو رفضه كلاً أو بعضاً.
٣ ـ ما معنى كلام أبي بكر : ومن كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات ؟ فهل كان هنالك من يعبد محمداً حتى يقول له ذلك ؟ أو هو تعريض بعمر الذي قال أنّه لم يمت ، وتوعد بالقتل لمن قال أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد مات.
٤ ـ ثم ما بال أبي بكر يساوم الأنصار على الخلافة ، فيقاسمهم وكأنّه يمتلك ناصية الأمر من قبل المهاجرين فيقول : منّا الأمراء ومنكم الوزراء ؟ وهل كان ذلك من حقه ؟ وقد مر في مثلثاته ما ينافي هذا العرض.
٥ ـ ما باله يرشح عمر وأبا عبيدة للأمر ، ثم هو يؤكد على أمانة أبي عبيدة من دون أي مناسبة تستدعي ذلك الإجراء ، أفهل كان أقرب إلى قلبه من عمر ؟
٦ ـ ثم ما بال عمر يبادر إلى مبايعة أبي بكر ؟ فهل أحسّ من إطرائه لأبي عبيدة مماكرة زيادة على الترشيح ، فخشي أن يبايع له فماكر هو أيضاً.
٧ ـ لماذا قال الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلّا علياً ؟ فهل كان ذلك مجرد طرح أو ترشيح منهم ، أو أنهم قالوا للنص عليه وهو يستدعي ذلك القول منهم ؟ ولو شهد علي اجتماع السقيفة لأخذت الأمور اتجاهاً آخر غير ما سارت عليه. إلى غير ذلك من فجوات في الخبر تثير علامات استفهام تستدعي الجواب عليها.
النص السادس : رواه الطبري (١) عن ابن حميد ، عن جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال : أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من
_____________________
١ ـ تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٢.