فبايع الناس أبا بكر ، وأتوا به المسجد يبايعونه ، فسمع العباس وعلي التكبير في المسجد ، ولم يفرغوا من غسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال علي : ما هذا ؟ قال العباس : ما رُئي مثل هذا قط ، أما قلت لك !
فهذا الخبر رواه ابن عبد ربه ، عن أحمد بن الحارث الذي لم أقف على من ذكره في تراجم الرجال ، وهو عن أبي الحسن المجهول النكرة ، وهو عن أبي معشر نجيح السندي ، ضعّفه القطان ، وابن معين ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن عدي ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال أبو زرعة : صدوق وليس بقوي. وقال أحمد : كان صدوقاً لكنه لا يقيم الاسناد ، ليس بذلك ( خلاصة الخزرجي ).
وهو عن المقبري ـ سعيد بن أبي سعيد ـ أرسل عن أم سلمة ، وعن أبيه ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد ، وأنس وخلق ، اختلط قبل موته بثلاث سنين كما عن الواقدي ، وعن غيره بأربع سنين ، مات سنة ١٢٣ ، وقيل : ١٢٥ ، وقيل : ١٢٦ ، كما في الخلاصة وتهذيب التهذيب.
والآن إلى ما في المتن بعد الغض عن الإرسال في السند ، لنرى ما فيه مما هو مقبول وما هو مرفوض ومرذول.
أ ـ لقد قرأنا في أوله أن المهاجرين بينما هم في حجرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ... إذ جاء معن بن عدي وعويم بن ساعدة فقالا لأبي بكر : ... فمضى أبو بكر وعمر وأبو عبيدة حتى جاؤوا سقيفة بني ساعدة.
وهذا أوّل ما فيه من
المرفوض المرذول ، إذ لا يعقل أن يكون المهاجرون جميعاً في الحجرة ، فهي لا تسعهم جميعاً مهما قيل في سعتها ، والخبر لم يفصح عن أسماء من كان في الحجرة منهم ، غير أنّ اليقين كل اليقين أنّ الذين كانوا داخل الحجرة هم أهل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم علي والعباس وآلهما ، كما مرّ في أول النصوص عن أول المؤرخين الذين ذكرنا أقوالهم ، وهو ابن إسحاق فقد مر في