وإلى القارئ نموذجاً من الأسماء التي غيّرها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال أبو داود : وغيّر النبي صلىاللهعليهوسلم اسم العاص ، وعزيز ، وعقلة ، وشيطان ، والحكم ، وغراب ، وحباب ، وشهاب فسماه هشاماً ، وسمى حرباً سلماً ، وسمى المضطجع المنبعث ، وأرضاً تسمى عَفِرَة سماها خَضِرة ـ بمعجمة ـ وشعب الضلالة سماه شعب الهدى ، وبنو الزنية سمّاهم بني الرشدة ، وسمى بني مغوية بني رشدة.
قال أبو داود : وتركت أسانيدها للاختصار (١).
وأخرج الترمذي في صحيحه (٢) والبغوي في مصابيح السنّة (٣) أنه غيّر اسم عاصية بنت عمر فسماها جميلة.
وقد ذكر البخاري في صحيحه في كتاب الأدب بعض تلك الأسماء ، وزاد في كتاب الأدب المفرد كثيراً من الأحاديث في ذلك فلتراجع.
وإذا علمنا أنّ هناك أسماء مبغوضة غيّرها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان منها اسم حرب فغيّره وسمّاه سلماً ـ كما مرّ عن أبي داود ـ فما بال الإمام عليّ عليهالسلام يحبّ أن يكتني بحرب ؟ أو لم يكن يعلم بما رواه أبو وهب الجشمي في خصوص حرب ؟ وحديثه أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٤) وغيره بأسانيدهم عن أبي وهب ـ وكانت له صحبة ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : ( تسمّوا بأسماء الأنبياء ، وأحبّ الأسماء إلى الله عزوجل عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقها حارث وهمام ، وأقبح الأسماء حرب ومرّة ) (٥).
_____________________
١ ـ سنن أبي داود ٤ : ٢٨٩.
٢ ـ صحيح الترمذي ٢ : ١٣٧.
٣ ـ مصابيح السنّة للبغوي ٢ : ١٤٨.
٤ ـ الأدب المفرد للبخاري : ٢١١ ، وأبو داود في السنن ٢ : ٣٠٧ ؛ والبيهقي في السنن الكبرى ٩ : ٣٠٦ ؛ وأحمد في المسند ٤ : ٣٤٥ ، وابن القيم في زاد المعاد : ٢٥٨ ـ ٢٦٠ ؛ والنبهاني في الفتح الكبير ٢ : ٣٨٥ ؛ وابن عبد البر في الاستيعاب ٢ : ٧٨.
٥
ـ لقد ورد الحديث عن طريق أهل البيت عليهمالسلام
كما في الجعفريات ملحقاً بكتاب قرب الإسناد =