ولو أعرضنا عن جميع تلك النصوص وضربنا عنها صفحاً ، وعُدنا إلى أحاديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما جاء عنه فيمن أخاف مسلماً ومن روّع مؤمناً ، فقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من روّع مسلماً روّعه الله يوم القيامة (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من روّع مؤمناً لم يؤمن روعته يوم القيامة ، ومن أخاف مؤمناً لم يؤمن خوفه يوم القيامة ، ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام الخزي والذلّ يوم القيامة » (٢).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة » (٣).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سوّد مع قوم فهو منهم ، ومن روّع مسلماً لرضاء من سلطان جيئ به يوم القيامة معه » (٤).
هذه أربعة أحاديث نبوية فصيحة صريحة في عقوبة المعتدي بالاخافة والترويع ، فهل يعقل انّ عمر ومن جاء معه ـ وكلّهم معدودون من عليّة الصحابة ـ لم يسمعوا واحداً من هذه الأحاديث ؟ وإذا لم يسمعوا ذلك فأحرى بهم انّهم لم يسمعوا الحديث القدسي : « من أخاف لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة » (٥) وماذا رأي ابن تيمية في ذلك ؟!
فهل كان ثمة ترويع لأهل البيت يوم جاء عمر بقبس من نار إلى بيت فاطمة عليهاالسلام ليحرقه على من فيه ؟ وإن أنكر ذلك ابن تيمية ، فلماذا صاحت
_____________________
١ ـ مسند الربيع بن حبيب ٢ : ٦٩.
٢ ـ كنز العمال ٧ : ٤٣٧ ، الكامل لابن عدي ٦ : ٣٢٣.
٣ ـ مجمع الزوائد ٦ : ٢٥٤.
٤ ـ تاريخ بغداد ١٠ : ٤١.
٥ ـ كنز العمال : ح ١٦٨٠.