ذلك ، فقال : قم والله لأرضينّك ، أنت أخي وأبو ولدي ، تقاتل على سنتي ، وتبرئ ذمتي ، من مات في عهدي فهو كبّر الله ، ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت ، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام. أخرجه أبو يعلى في مسنده ، والسيوطي في الجامع الكبير كما في كنز العمّال (١) ، وقال البوصيري : رواته ثقات.
٢ ـ ومنها حديث أبي الطفيل قال : جاء النبي صلىاللهعليهوسلم وعلي نائم في التراب ، فقال : أحق اسمائك أبو تراب ، أنت أبو تراب. أخرجه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة الإمام (٢) ، والطبراني في معجمه الكبير والأوسط ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد (٣) وقال : ورجاله ثقات.
٣ ـ ومنها ما رواه ابن هشام في سيرته بعد ذكره لحديث عمار المتقدم ، قال ابن إسحاق : وقد حدّثني بعض أهل العلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنّما سمّى علياً أبا تراب أنّه كان إذا عتب على فاطمة في شيء لم يكلّمها ولم يقل لها شيئاً تكرهه إلا أنّه يأخذ تراباً فيضعه على رأسه ، قال : فكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا رأى عليه تراباً عرف أنّه عاتب على فاطمة ، فيقول : ما لك يا أبا تراب ؟
وعقّب ابن هشام على ذلك بقوله : فالله أعلم أيّ ذلك كان ، وليس في تعقيبه ما يدعونا إلى التعليق عليه إذ يبدوا أنّه لم يجزم بواحد منهما ، ولكنه لا يعدوها.
ولكن هلمّ الخطب فيما يقوله السهيلي في الروض الانف (٤) ، وهو في شرح سيرة ابن هشام ، قال السهيلي وقد ذكر الحديثين الأولين في تكنية علي بأبي
_____________________
١ ـ كنز العمّال ١٢ : ٢٠٦.
٢ ـ تاريخ ابن عساكر في ترجمة الإمام ١ : ٢٤.
٣ ـ مجمع الزوائد للهيثمي ٩ : ١٠١.
٤ ـ الروض الأنف للسهيلي ٢ : ٥٨.