النبي صلىاللهعليهوآله في كثرة الإنفاق حتى أن بعض أصحابه قال له : « كم تَصَّدّق ؟! ألا تُمسِك ؟! (١).
وكان عليهالسلام في طليعة العباد الذين يذكرون الله من خلال الإحسان إلى عباده ، فنزلت في حقه هذه الآية : ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ... ) (٢) بشهادة ابن عباس الذي قال : هو والله أمير المؤمنين.. وذكر سبب النزول (٣).
واستغل أهل البيت : الشعائر والشهور المقدسة كرمضان وشعبان لتأجيج العواطف والمشاعر الدينية طلباً للثواب ؛ فيوظفون هذا الظرف لحث الناس على التصدق ، كاشفين لهم أبعادها العبادية وثمارها الأخروية ، فعلى سبيل الاستشهاد لا الحصر : كان الإمام السجاد عليهالسلام إذا دخل شهر رمضان تصدق في كل يوم بدرهم... (٤).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام : « من تصدق في رمضان صرف ( الله ) عنه سبعين نوعاً من البلاء » (٥).
وهناك أوقات يستلزم التصدق فيها الثواب الكثير كوقت الليل ، ويبدو
________________
(١) الغارات / إبراهيم بن محمّد الثقفي ١ : ٩٠ ، تحقيق : السيد جلال الدين المحدث ، مطبعة بهمن ، إيران.
(٢) سورة النور : ٢٤ / ٣٧.
(٣) راجع : مناقب آل أبي طالب ١ : ٣٤٩.
(٤) إقبال الأعمال / ابن طاووس ٣ : ١٥٠ ، مكتب الاعلام الإسلامي ، ط ١ / ١٤١٤ ه.
(٥) عدة الداعي / ابن فهد الحلي : ٩٢ ، مكتبة الوجداني ـ قم ، تحقيق : أحمد الموحدي القمي.